ايمانك ليكن لك
كما
Tuesday, February 12, 2008
الأم
العظيمة
قصة حقيقية
بينما
أنا جالس في عيادتي
، إذ بسيدة تدخل
حجرة الكشف معها
طفلة جميلة عمرها
لم يتجاوز 5 شهور
، قالت لي الأم
بلهفة : أرجوك
يا دكتور سعد أن
تطمئني ، أنا شعرت
أن ابنتي مارتينا
عينها غير طبيعية
، قد تكون هذه
مجرد شكوك بسبب
قلقي الزائد عليها
، هل نظرها ضعيف
؟ هل تحتاج إلي
نظارة مستقبلا
؟
قلت
لها : سأطمئنك
حالا بعد الكشف
، وبدأت في اختبار
نظرها و وجدت إنها
لا ترى حتى الضوء
، ثم أجريت لها
فحص قاع عين و....
يا
للمصيبة ! إنه
الورم السرطاني
الذي يصيب شبكية
العين بالأطفال
(Retinoblastoma) و يؤدي ليس فقط
لفقدان البصر
بل قد يمتد إلي
المخ عن طريق العصب
البصري مهددا
الحياة وقد ينتشر
في الدم لباقي
أجزاء الجسم ،
إن الأمر في غاية
الخطورة و يستدعي
استئصال العين
بأسرع ما يمكن.
لقد
تعودت أن أصارح
المرضى بحقيقة
الأمر ولكني هنا
شعرت إني في مأزق
رهيب ، كيف يمكنني
أن أبلغ أم بضرورة
استئصال عين فلذة
كبدها.
قلت
لها و أنا متألم
: إنها قد تحتاج
لعمل عملية سريعة
و للتأكد من هذا
الأمر ، نأخذ رأي
أ. د. أحمد م. ب.
قالت
لي بلهفة شديدة
: و هل هي عملية
مضمونة ؟ هل ستبصر
ابنتي ؟ شعرت أن
لساني قد انعقد
و وقفت الكلمات
في حلقي وقلت لها
: الله يعمل الخير.
لم
تمض أيام حتى جاءت
السيدة المعذبة
وهي تقول لي في
أسى شديد شعرت
به في عيونها الحزينة
: لقد عرفت الحقيقة
كاملة وذهبت لعدة
أساتذة وعملت
الفحوصات اللازمة
( رنين مغنطيسي
وموجات فوق صوتية
وأشعة مقطعية
) و قد طلب مني أحد
الأساتذة 3 آلاف
جنيه للعملية
لأنها تحتاج لمهارة
خاصة حتى لا يترك
أي جزء من الورم
يساعد على انتشاره
ثانية.
قلت
لها في أسى : علينا
الامتثال لإرادة
الله ، ولكنها
أردفت قائلة في
حزم شديد وإيمان
عجيب : أن أثق في
محبة الله لي و
سأعود لك قريبا
لأقول لك عن نتيجة
ما عزمت أن أفعله
، قلت لها : يجب
أن تخضع مارتينا
للعملية سريعا
قبل أن يمتد الورم
لباقي أجزاء الجسم.
كان
ذلك في 28/ 4/ 2002 و بعد
يومين فقط أي في
30 / 4 / 2002 وجدتها أمامي
تحمل طفلتها قائلة
: أرجوك أن تفحصها
ثانية ، فكرت في
نفسي : ما أهمية
تكرار الفحص وما
الذي سيستجد في
يومين ؟ ولكني
بالطبع لم أملك
أن أرفض.
بدأت
في فحص العين المصابة
وإذا بي أجدها
طبيعية تماما
، أصدقكم القول
إن شعر رأسي وقف
!!
قلت
لنفسي لعلها العين
الأخرى ، ففحصتها
ووجدتها سليمة
تماما ، تفرست
في وجه السيدة
باندهاش شديد
، فوجدتها تضحك
بسعادة غامرة
، قلت لها : ماذا
حدث ؟ أجابتني
: أبو
سيفين. ثم بدأت
تحكي قصتها قائلة
: لقد دبرت مبلغ
الـ3000 جنية بصعوبة
شديدة لكني لم
أذهب به للطبيب
بل ذهبت لكنيسة
أبي سيفين بالإسكندرية
و طلبت منه بمرارة
وألم ولكن بعشم
شديد ، قلت له
: ( أنت اللي حتعمل
العملية لبنتي
) و قدمت له المبلغ
كله مقدما و لم
أفكر لحظة ماذا
سيحدث لو أردت
أن أدفع هذا المبلغ
للعملية ؟ و عدت
وأنا أشعر بسلام
عميق ، و في الصباح
شعرت أن مارتينا
شفيت وأردت أن
تكون أول طبيب
تفحصها لأنك أول
طبيب رأيتها.
لم
أصدق نفسي ، ليتمجد
اسمك يارب ، إن
عصر المعجزات
لم ينته وصممت
أن أرسلها ثانية
لـ أ. د. أحمد م. ب.
الذي اتصل بي على
الفور ليتأكد
من إنها نفـس الطفــلة
التـي أرسلتها
له و أجريت لها
نفس الفحوصات
التي سبق أن أجرتها
في دار الأشعة
بالإسكندرية
و أثبتت خلوها
من أي ورم.
عظيم
أنت يارب الذي
تتمجد في قديسيك.
يا امراة
عظيم ايمانك ليكن
لك كما تريدين
فشفيت ابنتها
من تلك الساعة
( مت 15 : 28 )